70 ألفاً ودعوا الأسطورة في حضور الريال بالدموع والهتاف والتصفيق في ليلة تكريمه بدرة الملاعب: رباعية نصراوية في ليلة ماجد التاريخية
تحليل ياسر الهزيم
( وداعاً ماجد عبدالله أسطورة الكرة السعودية) كان هذا شعار المواجهة الكبرى التي جمعت فريق النصر السعودي المدعم بالنجوم السعوديين والعرب وفريق ريال مدريد الإسباني ( الملكي ) في حفل اعتزال اللاعب ماجد أحمد عبدالله الذي احتضنه مساء أمس درة الملاعب ملعب الملك فهد الدولي بالرياض وسط حضور جماهيري فاق الـ 70 ألف متفرج ودعوا الجوهرة السوداء بالدموع والهتافات والتصفيق الحار بعد أن أمضى عقدين من الزمان في خدمة منتخب بلاده وناديه النصر، جاءت هذه الاحتفالية التي رعاها قائد الرياضة السعودية الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل لتنهي وداع الأسطورة السعودية العربية مع الملاعب الخضراء بعد انتظار دام عشرة أعوام منذ توقفه عن الركض في كرنفال كبير وليلة خالدة ستبقى في الذكريات.
انتهت هذه المواجهة التاريخية برباعية نصراوية مقابل هدف لفريق ريال مدريد الذي كان البادئ بالتسجيل عن طريق لاعبه الهولندي روبين في الدقيقة 50، فيما سجل للنصر اللاعب مالك معاذ هدفين في الدقائق 53ـ90 ونشأت أكرم في الدقيقة 55 وسعود كريري في الدقيقة 61.
استهل الفريق النصراوي المدعم بعدد من اللاعبين السعوديين والعرب تشكيلته في هذه المباراة بمحمد الدعيع في حراسة المرمى وأمامه خماسي الدفاع مشعل المطيري وماجد العمري وأحمد البحري وأسامة المولد وماجد هزازي وفي الوسط نشأت أكرم وسعود كريري وحسني عبدربه وخالد عزيز في حين جاء اللاعب ريان بلال وحيداً في خط المقدمة، و دخل الفريق الملكي الإسباني ريال مدريد بكامل نجومه، ففي الحراسة وقف كاسياس وفي الدفاع مارسيلو وراموس وبيبي وهانز وفي الوسط جوتي وروبينيو وجاجو وباتيستا وفي الهجوم الثنائي راؤول القائد وسافيولا .
حذر شاب هذا الشوط من الفريقين على الرغم من وجود الرغبة الواضحة في تسجيل الأهداف خصوصاً من جانب فريق ريال مدريد الذي حاول منذ وقت مبكر الوصول إلى شباك محمد الدعيع باعتماده على التمريرات البينية القصيرة بين لاعبي خط الوسط والهجوم لكن تلك المحاولات لم يكتب لها النجاح أمام يقظة الدفاع النصراوي وتألق الحارس العملاق الدعيع الذي تصدى لعددٍ من التسديدات التي صوبها لاعبو ريال مدريد ، كما أن فريق النصر المدعم كان حاضراً في تقاسم السيطرة الميدانية ولم يكن سهل المنال، فاللمحات الفنية والتنظيم الجيد كان حاضراً بفضل التركيز الذهني الذي كان عليه جميع اللاعبين ترجم ذلك بعدد من المحاولات الإيجابية على مرمى فريق ريال مدريد.
كانت الدقيقة الرابعة من هذا الشوط بداية المحاولات الحقيقية في المباراة وجاءت لصالح فريق ريال مدريد من نقلة ثلاثية جاءت من أقدام روبينيو وراؤول وباتيستا سددها الأخير أرضية زاحفة أمسكها الدعيع.
الدقيقة رقم ( 9 ) شهدت احتفالية خاصة من الجماهير الغفيرة التي حضرت مباراة الاعتزال عندما رددت اسم اللاعب ماجد عبدالله وطريقة احتفاليته عند تسجيله للأهداف.
في ظل الكثافة العددية في دفاع النصر حاول لاعبو مدريد الاعتماد على التسديدات المباشرة على المرمى خصوصاً من جانب اللاعبين جوتي وراموس الذي سدد كرة مباغتة أفلتت من أحضان الدعيع تابعها راؤول الذي وجد مضايقة من المدافع أسامة المولد لحين زوال خطورتها، وجاء الرد عليها سريعاً من قذيفة أرسلها نشأت أكرم أمسكها الحارس كاسياس .هجمة مرتدة إسبانية قادها سافيولا من منتصف الميدان وانتهت لقدم روبينيو الذي سددها قوية استقبلتها أحضان الدعيع ، لتحين بعدها الدقيقة 21 التي كادت تشهد الهدف الأول في المباراة لصالح ريال مدريد من قدم الظهير الأيمن راموس الذي تلقى تمريرة من زميله جوتي على مشارف منطقة الجزاء سددها قوية ارتطمت بالعارضة.
دقائق الوداع
حانت مرحلة الوداع للنجم السعودي الكبير وعريس هذا الكرنفال اللاعب ماجد عبدالله عند الدقيقة 30 عندما نزل بديلاً للمهاجم ريان بلال تزلزلت معها جنبات درة الملاعب بالتحية الحارة من الجماهير التي استقبلت نزوله لأرض الملعب للمشاركة في آخر 15 دقيقة في رحلته الكروية. التفاعل من الجماهير كان حاضراً مع كل لمسة للكرة من قدم الأسطورة ماجد عبدالله بعد نزوله، وكان الجميع يمني النفس في أن يستمتعوا بهز الشباك المدريدية على الطريقة الماجدية لكن ذلك لم يحدث على الرغم من المحاولات الجيدة التي قدمها ماجد عبدالله في الدقائق الأخيرة في حياته الكروية في الملاعب لتمر بعدها الدقائق حتى أعلن حكم المباراة مطرف القحطاني نهاية هذا الشوط ومعها نهاية دقائق الوداع.
شوط الإثارة والأهداف
ومع مطلع الشوط الثاني حل النجم السعودي مالك معاذ بديلاً للأسطورة السعودية وعريس الليلة ماجد عبدالله بجانب عدة تغيرات أجراها المدرب الوطني ناصر الجوهر كان أبرزها دخول اللاعب عبده عطيف الذي كان نزوله نقطة تحول في هذه المباراة بفضل أدائه الرائع ومساهمته في صناعة الهجمات الخطرة لفريق النصر.
تميز هذا الشوط منذ بدايته بالإثارة والمتعة من الفريقين بعد أن تلاشى الحذر الذي كانا عليه في الشوط الأول لتشتعل معها المباراة ويتمكن في الدقيقة 50 لاعب ريال مدريد البديل روبين من افتتاح التسجيل بعد أن تلقى تمريرة ذكية من سلجادو أرسلها بكل اتقان في الزاوية اليمنى لمرمى الدعيع كهدف أول لريال مدريد.
رفع هذا الهدف المبكر الوتيرة الفنية للمباراة خصوصاً من جانب فريق النصر الذي فجر لاعبوه الإبداع الفني الكبير حيث لم تمضِ سوى ثلاث دقائق فقط وبالتحديد عند الدقيقة 53 ليقود اللاعب نشأت أكرم هجمة منسقة للنصر اختتمها بتمريرة ماكرة لبديل الأسطورة ماجد عبدالله مالك معاذ الذي أبى أن يخرج من هذا الكرنفال إلا بوضع بصمته حينما استغل هذه التمريرة ويضع الكرة داخل شباك فريق ريال مدريد على يمين الحارس دوديك .
نجم المباراة عبده عطيف أثبت أنه لاعب من طراز نادر عندما قدم فاصلاً من المهارات الفردية بعد أن تلاعب بثلاثة لاعبين من ريال مدريد ليضع كرته أمام اللاعب العراقي نشأت أكرم على خط منطقة الجزاء الذي لم يتوانَ في إرسال كرته صاروخية لم يشاهدها حارس مرمى ريال مدريد إلا وهي تعانق الشباك كهدف نصراوي ثانٍ كان ذلك في الدقيقة 55 .
اشتدت وتيرة المباراة عندما شاهد نجوم الفريق الملكي أنفسهم في وضع يحسدون عليه بعد أن انقلبت موازين المباراة في ظرف دقيقتين لتنطلق المحاولات منهم لتعديل النتيجة لكن تألق الدعيع في مرماه وأمامه بسالة المدافعين أحبطت كل تلك المحاولات، في الوقت الذي واصل لاعبو النصر تقديم مستواهم الرائع وكاد مالك معاذ يعزز التقدم بهدف ثالث بعد أن تلقى عكسية من الجهة اليمنى سددها على الطاير لكنها اعتلت المرمى.
الدقيقة 61 شهدت تأكيد التفوق النصراوي عندما نجح اللاعب سعود كريري من تسجيل الهدف الثالث برأسية جميلة أسكنها في الزاوية اليمنى لمرمى ريال مدريد من كرة ركنية نفذها عبده عطيف.توالت التغيرات من جانب مدربي الفريقين سعيا من الوطني ناصر الجوهر في إعطاء الفرصة لأكبر عدد ممكن من اللاعبين للمشاركة في هذه الاحتفالية في حين كان المدرب الألماني شوستر يبحث عن تعديل النتيجة التي فشل في تحقيقها نجومه الدوليون الكبار أمام الحماس والمتعة الكروية التي قدمها لاعبو النصر.
مالك معاذ الذي افتتح التسجيل لفريق النصر في هذه المباراة بتسجيله هدف التعادل الأول كانت له الكلمة الأخيرة أيضاً في هذه المباراة عندما اختتم النهاية بهدف رابع سجله في الدقيقة الـ 90 عندما تلقى تمريرة عكسية متقنة من زميله اللاعب علاء الكويكبي سددها داخل الشباك لمرمى ريال مدريد ليعلن بعدها الحكم مطرف القحطاني نهاية كرنفال وداعية أسطورة الكرة السعودية اللاعب ماجد عبدالله بفوز نصراوي برباعية مثيرة مقابل هدف واحد للفريق الملكي ريال مدريد.
منقول
تحياتي
الأربعاء مايو 21, 2008 10:41 pm
